معالم سمنود

مدينة حفرت اسمها في ذاكرة التاريخ

سمنود … مدينة تجمع الحضارة الفرعونية، والروح القبطية، والعمارة الإسلامية، والتراث الشعبي، والتنمية الحديثة.

مدينة سمنود عبر التاريخ

سمنود ليست مجرد مدينة عادية، بل حاضرة تمتد جذورها إلى الدولة الفرعونية. 

عرفها المصريون القدماء باسم سبنيتوس وكانت عاصمة للإقليم الثاني عشر من أقاليم الدلتا، وتركت لنا معبداً عظيماً مخصصاً للإله أنوريس، ما زالت بقاياه من كتل الجرانيت ظاهرة خلف المستشفى المركزي وتشهد على أسماء الحكام الذين شاركوا في تشييده مثل نختنبو الثاني والإسكندر الرابع وفيليب أريفيديوس وبطليموس الثاني.

يسكن المكان عبق الماضي  فحول المعبد توجد آثار لمساكن ومقابر قديمة يعرفها أهل البلد باسم سيدي عقيل. 

معبد إيزيس ببهبيت الحجارة

على بعد سبعة كيلومترات تقريباً شرق المدينة يقع معبد إيزيس ببهبيت الحجارة، وهو المعبد الوحيد في دلتا النيل المشيد من الجرانيت الوردي والرمادي القادم من أسوان. 

شُيِّد المعبد في العصر المتأخر ثم أعيد تجديده في العصر البطلمي، ويعد ثاني أهم معبد لإيزيس بعد الفيلة، إلا أن المياه الجوفية والزراعات المحيطة تهدد بقاء أحجاره.

الكنيسة التي حملت عبق رحلة العائلة المقدسة

في قلب سمنود تقف كنيسة السيدة العذراء ومار أبانوب شاهدة على مرور العائلة المقدسة بالمدينة. 

بحسب المصادر الكنسية فإن الكنيسة الحالية أقيمت عام 1841 على بقايا كنيسة أقدم غمرتها مياه النيل، وتم تسجيلها كأثر قبطي عام 2000 لأنها بنيت في المكان الذي أقامت فيه العائلة المقدسة خلال رحلتها إلى مصر.

تتميز الكنيسة بطراز بيزنطي؛ قبة رئيسية تحيط بها قباب أصغر، وأروقة طولية بثلاثة صفوف من الأعمدة الرخامية تتصل بأقواس نصف دائرية، أما الحجاب الشرقي فيزدان بأيقونات خشبية مطعمة بالعاج.

تحتفظ الكنيسة بأربع وأربعين أيقونة قديمة ووثائق تاريخية، وتضم ثلاثة هياكل الشرقية مغطاة بحجاب خشبي مزخرف. 

المعالم الإسلامية في سمنود

مسجد سيدي سلامة

بحسب المؤرخ علي باشا مبارك يعود بناء المسجد إلى الشيخ سلامة بن نزيه الذي صحب عمرو بن العاص، وأعيد تجديده في القرن العاشر الهجري/السادس عشر الميلادي يشرف المسجد على فرع النيل ويضم ضريح الشيخ سلامة؛ رمم جزء منه عام 1150 هـ ثم أعيد ترميمه بالكامل عام 1280 هـ، كما كان محطاً لتعليم القرآن والعلوم الشرعية. نُقش على مئذنته العثمانية تاريخ البناء.

مسجد القاضي حسين

من المعالم الإسلامية أيضاً مسجد القاضي حسين، وهو زاوية صغيرة أسسها الشيخ ابن إدريس في القرن الحادي عشر الهجري ثم توسعت عام 1837 وسجلت ضمن الآثار في عام 2000. وفي قرية أبو صير بنا إلى الجنوب من المدينة يقف المسجد الكبير الذي يرجع إلى القرن الحادي عشر الهجري .

مآذن سمنود التاريخية

مئذنة إسماعيل العدوي فقد بنيت عام 1191هـ/1777م وجدّدها علي باشا البدراوي في منتصف القرن التاسع عشر.

كما توجد مئذنة جامع المتولي التي أقيمت في نهاية القرن العاشر الهجري بواسطة أبي الحسن البكري وابنه عبد الرؤوف. 

لا تكتمل صورة المدينة دون حمام إبراهيم سراج المعروف باسم "حمام العريس" بناه الحاج مرعي الطرس عام 1747م، ثم اشتراه الحاج إبراهيم سراج وأصبح يحمل اسمه.

 يبدأ الزائر رحلته عبر مدخل مخفي يؤدي إلى قاعة باردة تضم نافورة رخامية تتوسطها أربعة أعمدة رخامية وسقف خشبي مزخرف.

 يتدرج الزائر بعد ذلك إلى قاعة دافئة، ثم قاعة ساخنة تحتوي على أحواض ، فيما يُبرد المكان نافورة تتوسطها. 

اكتسب الحمام لقب «حمام العريس» لأن العرسان اعتادوا الاستحمام فيه قبل الزفاف، وكان يستقبل كافة طبقات المجتمع، وقد أعيد ترميمه وصار متحفاً ومعلماً .

حمام إبراهيم سراج

قصور ونقوش معمارية

قصر علي باشا غنيم

شُيّد هذا القصر في أواخر القرن التاسع عشر على مساحة ألف متر مربع على طراز الروكوكو والباروك وتميّز بواجهات متناظرة وزخارف وقباب، بناه علي باشا غنيم كهدية لزوجته فاطمة أحمد شنّان بعد حرمانهما من الأطفال. يعد القصر من أهم القصور في الغربية وقد تبرع به صاحبه لوزارة الأوقاف، فاستخدم لمدة من الزمن كقسم شرطة ثم كمكتب سجل مدني قبل أن يترك مهجوراً. يصف خبراء الآثار القصر بأنه تحفة تضم أسقفاً مزخرفة وأرضيات من الرخام الإيطالي وسلالم فاخرة.

قصر بدراوي بك وقصر عبد العال بك

في أواخر القرن التاسع عشر أيضاً شيّد بعض وجهاء سمنود قصوراً على ضفة النيل، مثل قصر بدراوي بك وقصر عبد العال بك، كان لكل منهما سور حديدي وبلاط حجري وحديقة صغيرة مزروعة بالأشجار والزهور. 

شكّلت تلك القصور مع حدائقها الأربع – اثنتان في شمال المدينة واثنتان في جنوبها – مساحة خضراء تزين واجهة المدينة وتمنح سكانها متنفساً.

مشروعات التنمية والحدائق

تطوير كورنيش ترعة الساحل

ممشى حديث بطول ٦٥٠ مترًا، أرضيات حجرية، إضاءة ديكورية، مقاعد ومظلات، متنفس حضاري للسكان.

حديقة الطفل

مساحات خضراء، مسارات جري، مناطق لعب للأطفال، رحلات مدرسية

الأنشطة الثقافية

ورش رسم للأطفال، ندوات تعريف بالتراث، إحياء الهوية الثقافية

حمام السباحة الجديد

بُني وفق أحدث المواصفات لتمكين الشباب من ممارسة الرياضات المختلفة

سمنود … حيث يلتقي الماضي بالحاضر

تمتزج في سمنود رائحة الحجر الفرعوني بعطر البخور في الكنائس وصوت الأذان في المساجد. مدينة تروي قصص الملوك، والقديسين، والعلماء، والعشاق… وتصنع مستقبلًا جديدًا بروح أهلها ومشروعاتها الحديثة.